أعقابه، أو يقبل القبر، أو يحرك المراوح عليه، ليذب الذباب، كما يفعل الخدم مع أسيادهم الأحياء، أو ينصب عليه سرادقا، أو يقبل عتبته، أو يضع يده اليمنى على اليسرى، ويتضرع إليه، أو يجلس على ضريحٍ سادنا وقيما، ويتأدب مع ما يحيط به من أشجار وآجام، وأعشاب، فلا يتعرض لها بإهانة أو إزالة، إلى غير ذلك من الأعمال والالتزامات، فقد تحقق عليه الشرك، ويسمى " إشراكا في
العبادة " سواء اعتقد أن هذه الأشياء تستحق التعظيم بنفسها، وأنها جديرة بذلك، أو اعتقد أن رضا اللَّه في تعظيم هذه الأشياء، وأن اللَّه يفرج الكرب ببركة هذا التعظيم.
علامات التعظيم الدالة على العبودية والاستكانة، خاصة بالله تعالى:
والأمر الرابع: أن اللَّه علم عباده طرقا يستقيم بها إيمانهم، وتنزل البركة في حياتهم الدنيا، وتتحقق بها مطالبهم، منها النذر لله في الشدة، ونزول البلاء، والنداء باسمه عند كربة وضيق، وافتتاح كل عمل باسمه، والذبح له حين يرزقون ولدا شكرا لله تعالى، وتسميتهم بأسماء يتجلى فيها التوحيد والعبودية، كعبد اللَّه، وعبد الرحمن، وهبة اللَّه، وجاد المولى، وعطاء اللَّه، وأمة اللَّه، وعطية الرحمن [1] ، وتخصيص جزء من حواصل المزارع، وثمار [1] ذكر المؤلف هنا أسماء هندية تنطق بالتوحيد، وتنم عن العقيدة الصحيحة كـ «خدا بخش» يعني هبة اللَّه، و «اللَّه ديا» يعني عطاء اللَّه، والله دي «للأنثى يعني عطية اللَّه، غيرناها بأسماء شائعة في بلاد العرب، تسهيلا للقارئ العربي.