وبذلك تعرف شناعة عمل التصوير، فإن فاعله قد قرن في هذا الحديث بقاتل نبي.
أخرج الشيخان عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول: «قال اللَّه تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو شعيرة» .
تأذي النبي صلى اللَّه عليه وسلم بالغلو في شخصه، والزيادة على ما وصفه اللَّه به:
وأخرج رزين عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «أنا محمد عبد اللَّه ورسوله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني اللَّه عز وجل» رواه النسائي.
ومعنى ذلك أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم لا يسره أن يبالغ فيه الناس ويطروه شأن الأمراء والملوك الذين يحبون المبالغة والملق، فإنهم لا شأن لهم بدين هؤلاء الندماء والشعراء، واعتقادهم، فلا عليهم إذا فسدت عقيدتهم، أو باءوا بالإثم، أما النبي صلى اللَّه عليه وسلم فقد كان مربيا عطوفا على أمته: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] ، وكانت عنايته