responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل السنة والشيعة المؤلف : رشيد رضا، محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
يقول: (يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بَعُدَ كما يسمعه من قَرُبَ: أنا الملك أنا الديان) .
أما حديث ابن مسعود فقد رواه البخاري في كتاب التوحيد تعليقًَا موقوفًا عليه، ووصله البيهقي في الأسماء والصفات وغيره كما فصَّله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (1)

، وأما حديث عبد الله بن أُنَيْس (بالتصغير) فذكر الحافظ في شرحه من فتح الباري مَن أخرجه مسندًا [2] .
وروى البخاري بعده بسنده المتصل إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله يا آدم فيقول: لبيك وسعديك: فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار) (3)
وذكر الحافظ في شرحه له أن (ينادي) وقع مضبوطًا للأكثر بكسر الدال وفي رواية أبي ذر بفتحها، أي والثانية تحتمل من التأويل ما لا تحتمل الأولى.

وذكر الحافظ في شرح الحديث الأول تأويل من أوَّله من الأشعرية ثم قال ما نصه (ص383ج13) : (وهذا حاصل

(1) ذُكر معلقاً في كتاب التوحيد من صحيح البخاري (فتح الباري 12 / 453 - 454) ، باب رقم (32) ، وأخرجه موقوفاً البخاري في خلق أفعال العباد (برقم: 482، 484 بتحقيق د. الفهيد) ، وعبد الله بن أحمد في السنة (536 - 537) ، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 351) . وانظر: تغليق التعليق للحافظ ابن حجر (5 / 353 - 354) .
وأخرجه مرفوعاً أخرجه أبو داود (4738) وابن خزيمة في التوحيد (1 / 351) بإسناد على شرط الشيخين، وقال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (3 / 283) : ((والموقوف وإن كان أصح من المرفوع ... فإنه لا يعل المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي كما هو ظاهر، لاسيما وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه)) .
[2] ذُكر معلقاً في كتاب التوحيد من صحيح البخاري (فتح الباري 12 / 453 - 454) ، باب رقم (32) ، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (رقم: 750، صحيح الأدب المفرد للألباني) وفي خلق أفعال العباد (2 / 241 رقم 480 بتحقيق د. الفهيد) ، والإمام أحمد في المسند (3 / 495) ، والحاكم في المستدرك (4 / 574 - 575) .
(3) أخرجه البخاري (4741) ، ومسلم (222) ، وأحمد (3/ 32- 33) ، والسياق المذكور هو للبخاري كما أشار المؤلف رحمه الله، وهذا الحديث موافق- من حيث دلالته على هذه الصفة - لقوله تعالى {هل أتاك حديث موسى. إذ ناداه ربه} والنداء لا يصح على ما ليس بحرف ولا صوت، يقول السجزي في رسالته إلى أهل زبيد ص 166: ((والنداء عند العرب صوت لا غير، ولم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم أنه من الله غير صوت)) ، كما أنه يلزم من قول من ينفي الصوت أن الله لم يُسمع أحداً من ملائكته أو من رسله كلامه بل ألهمهم إياه، وحينئذ فأي فضل يكون لموسى على غيره من الرسل في وصفه كليم الله؟!
والعجيب أن الشيعة الاثني عشرية يرروون أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ((بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب، حتى قلت: أنت خاطبتني أم علي؟)) فالنبي صلى الله عليه وسلم يشتبه عليه من الذي يخاطبه: الله أم علي؟!
ثم جاء في تكملة الرواية أن الله قال: ((يا أحمد أنا شيء لا كالأشياء، لا أقاس بالناس..)) وهذا جواب في غاية السقوط والتهافت فخطاب علي ولغته وصوته أليس من الأشياء؟! الجواب: بلى قطعاً، فإذن صار خطاب الله كخطاب علي رضي الله عنه، فما صنعت هذه العبارة شيئاً سوى ذر الرماد في العيون وبيان تهافتها وكذبها. انظر الرواية في: كشف الغمة للأربلي1 / 106، بحار الأنوار 38 / 312، منهاج الكرامة لابن مطهر الحلي ص 125 ذاكراً إياها ضمن البراهين على الإمامة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اسم الکتاب : رسائل السنة والشيعة المؤلف : رشيد رضا، محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست