responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف    الجزء : 1  صفحة : 258
بعد هذا عقدت مجامع عديدة من أهمها:-
5 - المجمع السابع سنة 754، 787 م
المراد بالمجمع السابع مجمعان، المجمع الأول انعقد سنة 754م بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الخامس وذلك للنظر في موضوع الصور والتماثيل وما يقدم لها من التقديس والعبادة. وخرج بقرار يلعن به كل من يصور المسيح أو أمه أو أباء الكنيسة باعتبار أنها وثنية [1].
ثم أمر الإمبراطور أن يمحى ويدمر كل ما في الكنائس من صور وتماثيل، كما حمل على الرهبان فأغلق الأديرة وصادر أموالها، كما أرغم الرهبان على أن يتزوجوا الراهبات [2].

[1] مجموعة الشرع الكنسي ص 795.
[2] يلاحظ أن الإمبراطور ليو الثالث والد قسطنطين الخامس هو الذي كان حمل لواء الدعوة إلى تحريم الصور والتماثيل، كما حمل على الرهبنة وأصدر مرسوماً سنة 726م واعتبر كل ذلك من الباطل الذي دخل على النصرانية من الوثنية. ويذكر ول ديورانت: أن ليو الثالث تأثر بالتعاليم الإسلامية حيث كان ولد في منطقة قليقية، فلما تولى الإمبراطورية حمل على التماثيل والرهبنة لمخالفتها التعاليم النصرانية، وقال ديورانت ملخصاً كيفية دخول الصور والتماثيل في الديانة النصرانية: " كانت الكنيسة في أول أمرها تكره الصور والتماثيل وتعدها بقايا الوثنية ... ولكن انتصار المسيحية في عهد قسطنطين وما كان للبيئة والتقاليد والتماثيل اليونانية من أثر في القسطنطينية والشرق، كل هذا قد خفف من حدَّة مقاومة هذه الأفكار الوثنية، ولما أن تضاعف عدد القديسين المعبودين نشأت الحاجة إلى معرفتهم وتذكرهم، فظهرت لهم ولمريم العذراء كثيرٌ من الصور، ولم يعظم الناس الصور التي يزعمون أنها تمثل المسيح فحسب بل عظموا معها خشبة الصليب، حتى لقد أصبح الصليب في نظر ذوي العقول الساذجة طلسماً ذا قوة سحرية عجيبة، وأطلق الشعب العنان لفطرته، فحول الآثار والصور والتماثيل المقدسة إلى معبودات يسجد الناس لها ويقبلونها، ويوقدون الشموع ويحرقون البخور أمامها، ويتوجونها بالأزهار ويطلبون المعجزات بتأثيرها الخفي، وفي البلاد التي تتبع مذهب الكنيسة اليونانية بنوع خاص كانت تُرى الصور المقدسة في كل مكان - في الكنائس والأديرة والمنازل والحوانيت، وحتى أثاث المنازل، والحلي والملابس نفسها لم تخل منها. وأخذت المدن التي تتهددها أخطار الوباء أو المجاعة أو الحرب تعتمد على قوة ما لديها من الآثار الدينية أو على ما فيها من الأولياء والقديسين بدل أن تعتمد على الجهود البشرية للنجاة من هذه الكوارث. وكم من مرة نادى آباء الكنيسة، ونادت مجالسها بأن الصور ليست آلهة، بل هي تذكير بها فحسب، ولكن الشعب لم يكن يأبه بهذه التفرقة.
اسم الکتاب : دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية المؤلف : سعود بن عبد العزيز الخلف    الجزء : 1  صفحة : 258
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست