responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 95
* كذلك الكشف عن طبيعة الإنسان. خاصة في بعض المواقف حتى حين يكون نبياً مصطفىً مختاراً، فإنه لا يخرج عن إنسانيته وبشريته.
* هذا إضافة إلى بعض الفوائد الفقهية وهي كثيرة ذكرها أهل العلم منها فضل الموت في الأرض المقدسة، ولذلك جاء في الحديث الصحيح (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل) وذلك لأن موسى قال في آخر الحديث: رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر) ، وقد يستفاد منها حماية الأنبياء لجانب التوحيد لما يدل عليه هذا الدعاء من حرص موسى على عدم اشتهار قبره ومعرفة بني إسرائيل به لما يخشى من عبادتهم لهم، إلى غير ذلك من الفوائد الفقهية والعلمية.
2- قول المؤلف: (إنه مما يستغرب أن موسى يكره الموت بعدما جاءه ملك الموت) أقول كون موسى وغيره يكره الموت، ليس أمراً مستغرباً فكراهية الموت جبلة في كل إنسان، ولذلك لما ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة وأبي هريرة وهما في الصحيح (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) قال له الصحابة يا رسول الله أكراهية الموت؟ فكلنا يكره الموت فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- (ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضر بُشر برحمة الله ورضوانه وجنته فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشر بسخط الله وعذابه وناره فكره لقاء الله وكره الله لقاءه) . والتابعون لما روى لهم أبو هريرة الكلام نفسه قالوا الإيراد نفسه: فكلنا يكره الموت؟ إن كان كذلك فقد هلكنا!، فمن طبيعة الإنسان يكره الموت مهما كان، ولا غرابة أن يكرهه موسى عليه السلام.
3- أما العاهة التي ذكرها واستغرب أن توجد بالملك. فإن العاهة ها هنا عاهة عارضة للصورة التي تصور بها الملك وليست للصورة الأصلية التي خلق عليها، وقد ثبت أن الملك يتصور للنبي وغيره بصور شتى فلا مانع أن يعرض لهذه الصورة عارض لأنها صورة بشرية وليست صورة الملك التي خلقه الله تعالى عليها، والملك -على كل حال- عبد مخلوق من عدم وصائر إلى الموت، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
* قوله (وهو دفاع تافه لا يساغ) هذا غير جيد، لأن هذه أقوال علماء كبار يجب احترامهم ومعرفة فضلهم، حتى لو لم يقبل الإنسان آراءهم، فالتأدب معهم واجب، وكذلك قوله (يبصرها المحققون وتخفى على أصحاب الفكر السطحي) -يعني العلة الموجودة في الحديث- هل يصح وصف أئمة الحديث كالبخاري، ومسلم وأحمد، والنسائي، وابن خزيمة، وغيرهم، بأنهم أصحاب الفكر السطحي؟ وكذلك رجال الإسناد الذين رووه؟ والذين تكلموا على متنه مقرين له، هل يجوز وصفهم بأنهم من أصحاب الفكر السطحي؟

اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست