اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 9
الفصل الأول: صلة الغزالي بالمدرسة العقلية المعاصرة
كثير من القراء الذين أتيح لهم الإطلاع على ما كتبه الشيخ الغزالي أو بعضه يتساءلون:
إلى أي مدرسة ينتمي الشيخ الغزالي؟ ما هي المنطلقات والأسس الفكرية التي ينطلق منها، فكان لابد من الحديث عن هذا الموضوع.
خاصة وأن مثل هذه الدراسة تمنح القارئ روية وأناة تجاه أطروحات الشيخ، إذ أن القارئ حين يعترض على الأصول والأسس، فإن من المنطقي ألا يوافق على الجزيئات المنبثقة من تلك الأصول.
• إن من الواضح أن الشيخ يحاول ألا يحشر نفسه في إطار معين ويحاول أن ينتقي من الآراء ما يعتقد أو يرى أنه أحرى بالقبول، إما لقوة الدليل، أو لملائمة الواقع، أو لأي سبب آخر، ومع ذلك أن من الممكن- من خلال استعراضي ومعايشتي لمعظم ما كتبه الشيخ من كتب- رسم الإطار العام الذي يتحرك فيه.
كثيرون من الناس يعتبرون الغزالي من أتباع المدرية العقلية، ويصنفونه "فقهيا" في مدرسة الرأي، فما مدى دقة هذا الحكم؟!
• أولا: لابد من الإشارة إلى المقصود بالمدرسة العقلية، ما هي؟
فأقول:
• إن المدرسة العقلية اسم يطلق على ذلك التوجه الفكري الذي يسعى إلى التوفيق بين نصوص الشرع وبين الحضارة الغربية والفكر الغربي العاصر، وذلك بتطويع النصوص وتأويلها تأويلا جديدا يتلاءم مع المفاهيم المستقرة لدى الغربيين، ومع انفجار المعلومات والاكتشافات الصناعية الهائلة في هذا العصر، وتتفاوت رموز تلك المدرسة تفاوتا كبيرا في موقفها من النص الشرعي، ولكنها تشترك في الإسراف في تأويل النصوص، سواء كانت نصوص العقيدة، أو نصوص الأحكام، أو الأخبار المحضة، وفي رد ما يستعصي من تلك النصوص على التأويل.
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 9