اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 54
ولا يزال الرجال ولم يزالوا حمالي الأعباء الثقال وموجهي التاريخ وحدهم إلى مستقبله المرسوم، وانظر إلى مجلس الأمن وهيئة الأمم وعشرات الحكومات ومئات الوزراء، وآلاف المديرين وجماهير العلماء والأدباء والمخترعين.
إن مجال المرأة ضيق جداً في هذا الميدان وقد يكون واسعاً جداً في الصف الذي يليه) .
ودافع الغزالي عن نفسه ضد خصومه في هذا الموضوع فقال: (ربما يتوهم البعض من هذا النقاش أننا أعداء المرأة، نريد شل نشاطها وتعطيل مواهبها وقتل إنسانيتها، والواقع أننا نعرف أكثر من غيرنا الوظيفة التي تقوم بها المرأة بالمجتمع، وحاجة هذه الوظيفة إلى قسط كبير جداً من الإعداد والعناية. . . الخ) .
إن الذين يرمون الغزالي بأنه من أعداء المرأة هم الشيوعيون ومن في حكمهم في مصر ولكن الذي يرمي العلماء الذين يقولون بأن هذه الأفكار التي سطرها الغزالي -أخيراً- أفكار غير صحيحة، وأن المرأة لا يجوز أن تكون حاكمة ولا قاضية -الذي يرميهم بأنهم يكرهون المرأة ويزدرونها ويحتقرون الأنوثة هو الغزالي نفسه وليس أحداً من خارج المجموعة الإسلامية-.
• إذن نستنتج من ذلك أن الغزالي رمى العلماء والدعاة المخالفين له بأوصاف كان يدفعها عن نفسه حين رماه بها الشيوعيون وغيرهم.
• والذي يؤكد أن الغزالي ينطلق من انطباعات نفسية متقلبة غير مستقرة أن الرجل يتكئ في آرائه المتناقضة على واقع الأمم الغربية والشرقية، فحين يقول بمنع المرأة من تلك الأعمال لا يجد دليلاً أقوى من الاستدلال بمجلس الأمن وهيئة الأمم والمكتشفين والمخترعين و.. و..
وحين يقول بتوليتها يتكئ على أدلة من أهمها:
1- ما ورد أن تاتشر وليت الحكومة في بريطانيا، ومن قبلها فكتوريا. . قالت الراوية: كان الناس يسمونها المرأة الحديدية -هكذا ما ورد-!!
2- ما جاء في أحاديث بني إسرائيل أن جولدا مائير حكمتهم وهزمت حكام العرب وهم خلق كثير.
3- ما صح أن أنديرا بنت غاندي حكمت الهند.
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة الجزء : 1 صفحة : 54