responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 132
• ثم هب أننا أمام إنسان أفرد أحاديث الزهد غير المنذري، وقد أفردها كثير من أهل العلم، أفردها الإمام أحمد، وابن المبارك، وابن أبي عاصم، ووكيع والبيهقي، وغيرهم.
ماذا في ذلك؟ لا يمنع أن تكون هذه الأحاديث مفردة في كتاب وتكون تعالج جانباً من جوانب النفس الإنسانية أو جانباً من جوانب المجتمع الإسلامي، لأنهم لم يعرضوا هذه الأمور بصورة معينة -أي أنهم لم يكونوا في مجال مناقشة تكوين شخصية المسلم أو كيفية تكوين المجتمع المسلم حتى يطالبوا بذكر الجوانب كلها- هم صنفوا في مجال معين، وصنفوا في غيره، ولا يمكن أن يطالب من صنف في شيء أن يصنف في كل شيء.
• قول الشيخ (إنها جرعات من أدوية) نعم هي جرعات من أدوية لكن لا أعتقد أنها جرعات من أدوية للفرد فقط، بل هي جرعات من أدوية للفرد بحيث أنها تجعل الإنسان الذي يشتغل بالدنيا لا ينساق وراءها كثيراً، ولكن يجب أن لا ننسى أنها أيضاً جرعات من أدوية للمجتمع، ولذلك فإن من المناسب أن يوجد في كل مجتمع إسلامي مجموعات من الناس يبرز عليها طابع الزهد في الدنيا والتخلي عن فضولها الذي لا يحتاج إليه حتى يذكروا الناس دائماً وأبدا بهذا المعلم البارز الذي قد ينسونه وراء انسياقهم في طلب الدنيا وجمع حطامها، وبذلك يبدو طبيعياً أن يتحدث المنذري في (الترغيب والترهيب) عن الزهد وعيش الكفاف، وأن يتحدث علماء آخرون عن الزهد بصفة مستقلة، والزهد ليس التخلي عن الدنيا.... فإننا نجد أكثر العشرة المبشرين بالجنة كانوا أغنياء ومع هذا فهم زهاد، وفقه الزهد يحتاج إلى حديث أوسع.
الموقف الثامن عشر: حديث الساق ص (126)
ذكر الشيخ حديث الساق وأن الله تعالى يكشف يوم القيامة عن ساقه، وربطه بالآية الكريمة (يوم يكشف عن ساق) وأن الله تعالى يدني المؤمنين فيكشف عن ساقه، ثم قال الشيخ (وهذا سياق غامض مضطرب مبهم وجمهور العلماء يرفضه وقد حاول القاضي عياض القول بأن الذي جاء المؤمنين في صورة أنكروها أول الأمر هو أحد الملائكة) يقول الغزالي: (لماذا يقوم أحد الملائكة بهذه التمثيلية المزعجة وبإذن من؟ وما جدواها؟ الحديث كله معلول وإلصاقه بالآية خطأ، وبعض المرضى بالتجسيم هو الذي يشيع هذه المرويات، وإن المسلم الحق ليستحي أن ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الأخبار) .

اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست