responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 129
قاتلوهم فلما انتشر الإسلام وعلمت به جميع القبائل العربية في الجزيرة استغنوا بذلك وأغاروا على بعض القبائل دون إنذار مسبق باعتبار أن هذه القبيلة عرفت الإسلام وأبت الانصياع له.
وهذا طبيعي، من غير المعقول أن نلزم المسلمين إذا أرادوا أن يهاجموا قبيلة غير مسلمة بل كافرة ورفضت الانصياع للإسلام أن يعلنوا لهم أننا سوف نهاجمكم صباح يوم كذا -مثلاً- مع أنه ليس بينهم وبينهم عقد ولا عهد، بل لا مانع من المباغتة في مثل هذا الأمر لأنها من وسائل النصر، وهؤلاء القوم قد بلغوا بدين الإسلام وأبوا قبوله، فمقصود نافع بذلك واضح لا إشكال فيه ولذلك قال ابن المنذر (وهو قول أكثر أهل العلم وعلى معناه تظاهرت الأحاديث الصحيحة وهذا أحدها) .
يعني أن من بلغتهم دعوة الإسلام لا يجب أن يبلغوا بالحرب يقول: (وهو قول أكثر أهل العلم) إذاً نافع ما أتى بشيء غريب ولا انفرد في مسألة عن غيره بل هذا قول أكثر أهل العلم والأحاديث الصحيحة تظاهرت عليه -كما يقول ابن المنذر-.
ثم وجدت الغزالي في دستور الوحدة قال نحواً من هذا.. وهكذا يضطرب الحبل بيده لعدم وضوح المنهج.
3- الشيخ الغزالي بَكَعَ نافع -رحمه الله- برواية (نساؤكم حرث لكم) وأنها نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها فشق ذلك عليه والمعروف عند ابن كثير من أهل العلم أن الرواية في ذلك ليس فيها خطأ من نافع وإنما هو مذهب كان ابن عمر -رضي الله عنه- وخالف في ذلك الصحابة، ثم رجع عنه حين بلغه الدليل الصحيح، وقد ذكر البخاري الرواية عنه لكن لم يصرح بلفظها. يعني ابن عمر نفسه كان يقول إن الآية نزلت في رجل أتى امرأته في دبرها فشق عليه فنزلت (نساؤكم حرث لكم) وليس الخطأ من نافع حينئذ، فقول الغزالي -ها هنا- (إنه ليس أول خطأ يتورط فيه نفع) ليس مسلماً، بل لم يتورط في هذا الخطأ الأول ولا الثاني.
يقول الإمام ابن عبد البر: (الرواية عن ابن عمر بهذا المعنى صحيحة معروفة عنه مشهورة وقد أخرج النسائي، وأبو داود، والطحاوي، وابن جرير، والدارقطني، عن عبد الرحمن بن قاسم عن مالك أنه قيل له إن الناس يروون عن سالم بن عبد الله أنه قال (كذب العبد على أبي) -يعني نافعاً- فقال مالك أشهد على يزيد بن رومان أنه أخبرني عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر مثل ما قال نافع) .

اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست