responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 125
ثم قول الشيخ (إن سمعة الدين قد شاهت من جراء أن هذه الأوهام تشيع بين المتدينين، وحدهم) .
الواقع أن هذه الأمور شائعة في أوساط المجتمعات كلها وليست خاصة بالمتدينين، فكل مجتمع يتناقل أفراده مثل هذه الأخبار، ويؤمنون بها فليست وقفاً على المتدينين بحمد الله بل هي من الأمور الشائعة في كثير من المجتمعات.
• ثم لننظر في الأمور الغيبية كلها، وجود الجن، وجود الشياطين، ما ثبت أن العظام طعام الجن وأنها تقع في أيديهم أوفر ما تكون لحماً، ما ثبت أن الروث علف لدوابهم، قبض الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الشيطان وقوله: (لولا دعوة أخي لأصبح موثقاً يلعب به صبيان أهل المدينة) .
• قصة أبي هريرة مع الشيطان الذي وجده يحثو من الصدقة ... مئات الروايات والأخبار من هذا النوع، كثير من المثقفين ثقافة غربية. حين يسمعون مثل هذه الأشياء، قد يحدث عندهم نوع من الشك أو التردد في مثل هذا الأمر. فهل هذا مدعاة إلى أن يشك المتدينون والعلماء والدعاة ويترددوا في قبوله؟ هذا أمر بعيد.
• أرأيتم مخاطبة النملة لسليمان -عليه السلام- وهي ثابتة في نص القرآن الكريم، مخاطبة الهدهد، الدابة: (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) . كثير من المثقفين ثقافة غربية، أحسنهم قد يؤول هذه الأشياء على غير وجهها، وإذا فتحنا باب التأويل في مثل هذه الأمور الواضحة الصريحة، فقد نجد من يؤول البعث والحساب والجنة والنار وكل شيء، ويصبح الدين كما قال الفلاسفة والباطنية (إنه أوهام وخيالات) وهذه والعياذ بالله ردة عظمى عن الدين ففتح باب التأويل في مثل هذه الأمور مشكل.
وإنني أعلم أن بعض مرضى القلوب بالشك يجادلون اليوم علناً في مسألة تلبس الجني بالإنسي، ويتحدثون سراً في إنكار الجن! لكنهم لا يجرؤون على إعلان ذلك الآن!
وقول الشيخ: (كنت أرقب وجوه القراء وأشعر في نفوسهم بمدى المسافة بين العلم والدين) .
هو لم ينقل عن القراء أنهم استنكروا ذلك، لكن قال إنه كان يرقب وجوههم ويشعر نفوسهم بمدى المسافة ... الخ.

اسم الکتاب : حوار هادئ مع الغزالي المؤلف : سلمان العودة    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست