لاحقون" [1].
وعنها رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها منه يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل البقيع الغرقد" [2].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن زيارة القبور أول الأمر سدا للذريعة، ثم أذن فيها حين تمكن التوحيد في القلوب، وبين الزيارة المشروعة وأمر بها، ونهى عن كل ما يخالفها وحذر منه أشد التحذير.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور فإنها تذكر الموت" [3].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال: "استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزورها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" [4].
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فمن أراد أن يزور فليزر، ولا تقولوا هجرا" [5]. [1] صحيح مسلم بشرح النووي 7/44. [2] صحيح مسلم بشرح النووي 7/40، 41. [3] صحيح مسلم بشرح النووي 7/46. [4] تقدم تخريجه ص316. [5] مسند الإمام أحمد 1/452، 5/361. وقد أخرج الشافعي في الأم عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ونهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا" وإسناده صحيح. انظر الأم 1/278.
والهجر: هو الفحش، يقال: أهجر في منطقة يهجر اهجارا إذا أفحش. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 5/245.