ثانيا: زيارة القبور والنهي عن اتخاذها مساجد:
وهذا الموضوع له أهمية عظيمة نظرا لما له من الأثر المباشر في عقيدة التوحيد قديما وحديثا، وما حصل بسببه من الفتن التي أدت بكثير من أهلها إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى، ولهذا فقد كان له أهميته العظيمة، ومن أهم ما اهتم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبيّن الهدى فيه وأمر به، وحذر من الانحراف عنه وما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة وفتن عظيمة.
والكلام عن هذا الموضوع الهام يتلخص في عدة أمور:
الأمر الأول: الحكمة من زيارة القبور
لقد بيّن عليه الصلاة والسلام الحكمة التي من أجلها شرعت زيارة القبور وهي أمران:
أحدهما: تذكر الآخرة، والاعتبار بحال أهل القبور وما سينتهي إليه كل إنسان كما قال صلى الله عليه وسلم: "فزوروا القبور فإنها تذكركم الموت" [1].
فقد بيّن عليه الصلاة والسلام الغاية من زيارة القبور وأنها تذكر بالآخرة، وما ينبغي للزائر أن يكون قصده من زيارته للقبور، وهذه حكمة عظيمة تبعث في نفس المؤمن الاستعداد للموت والدار الآخرة، وتحذر من الغفلة والاغترار بالدنيا، وهذه حكمة عظيمة لو عقلها المسلمون. [1] صحيح مسلم بشرح النووي 7/46.