وقد وردت أحاديث في فضل هذه السورة العظيمة منها ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه "أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك، وكان الرجل يتقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن" [1].
ومن أدلة هذا النوع من التوحيد: قوله تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [2].
وقد اشتملت على عدد من أسماء الله تعالى وصفاته، وهي أعظم آية في القرآن كما أخبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر: أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ "قال: الله ورسوله أعلم، قال: قلت: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قال فضرب في صدري: "والله ليهنك العلم أبا المنذر" [3]. [1] البخاري مع الفتح 9/58، 59. [2] الآية 255 من سورة البقرة. [3] صحيح مسلم بشرح النووي 6/93.