القرآن الذي يدور عليه القرآن، وهو يتضمن التوحيد في العلم والقول، والتوحيد في الإرادة والعمل "[1].
فتوحيد الربوبية وحده لا يكفي، وإلا لما بعث الرسل لأن أممهم كانت مقرة به وإنما انحرافهم في جانب توحيد الألوهية، وإذاً فلا بد مع توحيد الربوبية من توحيد الألوهية المتضمن له، وتحقيق ذلك بصرف جميع العبادات لله تعالى وحده لا شريك له وإخلاصها له سبحانه دون من سواه، وذلك يشمل جميع العبادات القولية والقلبية والعملية والمالية.
فالعبادات القولية:
هي ما يتعلق باللسان من الدعاء والذكر والاستعاذة والاستعانة والاستغاثة والحلف وغير ذلك، فلا يصرف شيئا منه لغير الله سبحانه، وإن شابت ذلك شائبة من الشرك فقد أشرك مع الله على قدر ما اقترف من ذلك.
والعبادات القلبية:
وهي التي تتعلق بالقلب، وهي أهم العبادات كلها فهي أساسها وأصلها، ومن هذه العبادات الحب، والخوف، والإخلاص، والصبر، والرغبة، والرهبة… وغيرها من العبادات المتعلقة بالقلب، وأدلة ذلك كثيرة ومعروفة من الكتاب والسنة، تأمر بإخلاصها لله وتنهى عن صرفها لأحد غيره. [1] ابن تيمية – منهاج السنة النبوية 2/62.