responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حماية الرسول صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد المؤلف : زربان الغامدي، محمد بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 228
وكذلك موسى يجيبه في مناظرته له وتجاهله لخالقه وربه تجاهل العارف، قال الله تعالى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} [1] ولما وجهه موسى بهذه الحجج والحقائق الدامغة التي لا يستطيع فرعون المغالطة فيها كانت إجابته لا تعدوا الاستهتار والمكابرة ولما ظهر عجزه أطلق سلاح الجبابرة المعروف، وهو التهديد فقال: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} [2] فكان فرعون يعلم ويتيقن أن الله ربه وخالقه ولكن كبره وعناده وغروره وتزيين الملأ من حوله الذي كان يوجه القول إليهم حين يسأله موسى، كل ذلك أبى عليه إلا أن يتمادى في طغيانه وضلاله وإضلاله قومه {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ} [3].
ولقد أفصح فرعون عن هذه الحقيقة التي كان يجحدها، أفصح عنها في غير وقتها، حين عاين الموت، وأيقن بالهلاك كما قال الله عنه: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ

[1] الآيات 23-28 من سورة الشعراء.
[2] الآية 29 من سورة الشعراء.
[3] الآية 54 من سورة الزخرف.
اسم الکتاب : حماية الرسول صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد المؤلف : زربان الغامدي، محمد بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست