فرعونك: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} فقال موسى عليه الصلاة والسلام: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ ... } [1] الآية.
ومن هؤلاء المنكرين الجاحدين لربوبية الله تعالى: الدهريون: الذين يزعمون أن العالم يسير بنفسه، وهم الذين قال الله عنهم: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} [2].
فكذبهم الله تعالى في زعمهم هذا، وبين أنهم لا علم لهم بذلك، وأن مصدرهم في ذلك الظن، وغاية حجة هؤلاء حين يدعون إلى الحق، ويسمعون آيات الله غاية حجتهم طلب إخراج آبائهم وإعادتهم، ورد الله عليهم في الآية التي بعد الآية السابقة فقال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [3].
وهؤلاء الملحدون منهم، فوصفهم – سبحانه- بعدم العلم مرة أخرى. [1] أبو عبد الله بن الوزير، ترجيح أساليب القرآن على الأساليب اليونان ص 92. [2] الآية 24 من سورة الجاثية. [3] الآية 26-27 من سورة الجاثية