وقال سبحانه: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [1].
فلوا ظهر الإلحاد يوما في أي صورة وتحت أي شعار وجد في أدلة القرآن القاطعة وحججه الدامغة ما يكشف زيفه ويفضح باطله ويدحض حجته، ليأخذ بأيدي الناس إلى الحق المبين الذي يصلهم برب العالمين.
وأدلة القرآن الكريم في بيان ربوبية الله تعالى لخلقه كثيرة:
منها:
1- دليل الفطرة:
وهذا أمر داخل الإنسان نفسه مستقر في قلبه، فهو مفطور على الإقرار بأن له خالقا، وهذا هو الأصل الذي فطر عليه البشر، وما يحصل من ضلال أو انحراف أمر طارئ على هذه الفطرة السليمة.
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} [2].
فهذه شهادة أخذها الله على بني آدم وهم في عالم الذر أنه تعالى ربهم وخالقهم[3]، فاستقرت معرفته فطرة في قلوب البشر، وإن دنسها [1] الآية 33 من سورة الفرقان. [2] الآيتان172، 173 من سورة الأعراف. [3] انظر: كتاب الدين الخالص لصديق حسن خان 1/391.