إما خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله فهو التوحيد العلمي الخبري، وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الإرادي الطلبي، وإما أمر ونهي وإلزام بطاعة فذلك من حقوق التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن إكرامه لأهل التوحيد وما فعل بهم في الدنيا، وما يكرمهم به في العقبى فهو جزاء توحيده، وإما خبر عن أهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال، وما يحل بهم في العقبى من العذاب والسلاسل والأغلال، فهو جزاء من خرج عن حكم التوحيد، فالقرآن كله في التوحيد وحقوق أهله وثوابهم، وفي شأن ذم الشرك وعقوق أهله وجزائهم"[1].
ثم من بعده ممن قسم التوحيد إلى هذه الأقسام كل العلماء الذين نهجوا منهج سلف هذه الأمة ومن أشهرهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مجدد القرن الثاني عشر الذي بين ذلك ودعا إليه وجاهد في سبيله ومن بعده أولاده، وأحفاده رحمهم الله.
ومنهم العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى سنة 1182هـ رحمه الله تعالى[2]، والعلامة محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1255هـ رحمه الله تعالى[3]، وغيرهم كثير من علماء السلف قديما وحديثا. [1] ملا علي بن سلطان القاري الحنفي، شرح الفقه الأكبر ص 9-10. [2] انظر رسالة تطهير الاعتقاد لمحمد بن إسماعيل الصنعاني ص 270، مجموعة الرسالة الكمالية رقم 13. [3] انظر الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ص 232 مجموعة الرسائل الكمالية رقم (3) .