وختم القرطبي كلامه بالاعتذار عن إطالة النفس في هذا الموضع لما شاع بين الناس من هذه البدعة، حتى اغتر بها كثير من الأغمار، فوجب بذل النصيحة والله يهدي من يشاء "[1].
والحق الذي دلت عليه الأدلة من الكتاب والسنة – كما سلف – أن أول واجب على المكلف التوحيد ومفتاحه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهو الذي فهمه سلف الأمة رضوان الله عليهم والذين اتبعوهم بإحسان الذين رزقهم الله الفهم الصحيح والفقه في الدين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في تعليقه على كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري:
"الصواب ما ذكره المحققون من أهل العلم أو أول واجب هو شهادة ألا إله إلا الله علما وعملا، وهي أول شيء دعا إليه الرسل، وسيدهم وإمامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أول شيء دعا إليه أن قال لقومه: "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".
ولما بعث معاذا إلى اليمن قال له: فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله.
ولأن التوحيد شرط لصحة جميع لعبادات كما يدل عليه قوله تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} "[2]. [1] فتح الباري شرح صحيح البخاري – الحافظ ابن حجر العسقلاني 13/350. [2] صحيح البخاري مع الفتح 1/70.