وكما قال عليه الصلاة والسلام حين بعث معاذا إلى اليمن: "إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم الأموال واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" [1].
وهذا هو سبيل الرسول عليه الصلاة والسلام في دعوته وسبيل أتباعه من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما قال تعال: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [2].
وهذا أمر مهم غاية الأهمية يجدر بكل داعية وطالب علم أن يعنى به أتم عناية ويحذر من مخالفته لأي سبب كان من استحسان أو اتباع هوى أو إعجاب برأي أو تقليد أو غير ذلك، وقد عقدت لذلك مبحثا من هذه الرسالة. [1] البخاري مع الفتح 3/261، ومسلم بشرح النووي 1/196، 197 واللفظ له. [2] الآية 108 من سورة يوسف.