اتباعهم وأنصارهم في حياتهم وبعدها طاعة لله تعالى ولرسله: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً} [1].
وهذه سبيل الناجحين، فمن رأى السلامة في غيره كان ممن قال الله فيهم: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [2].
ثانيا: ومن ثمار هذه الدعوة إلى توحيد الله تعالى في الفترة المكية ما حصل من غرس شجرة هذه العقيدة في قلوب أولئك المؤمنين غرسا يتناسب مع قوة هذه الرسالة وعظمتها وامتدادها مدى الحياة، فهي آخر الرسالات السماوية وخاتمتها، فكان حقا أن تأخذ الدعوة إلى هذه العقيدة وتثبيتها في قلوب المؤمنين بعد إزالة ما فيها من أدران الجاهلية، كان حقا أن تأخذ أكثر من نصف عمر هذه الدعوة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينزل فيها أكثر القرآن الكريم، وأن تعنى بترسيخ عقيدة التوحيد الخالص في قلوب المؤمنين فأخرجتهم من الظلمات إلى النور، ومن حضيض الباطل إلى علياء الحق، ومن رعاة للغنم إلى رعاة للأمم. والله غالب على أمره. [1] الآيتان 69، 70 من سورة النساء. [2] الآية 115 من سورة النساء.