الفصل الثاني: دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المبحث الأول: حالة العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم
... المبحث الأول: حالة العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم
العرب:
هم ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، أسكن إبراهيم ابنه إسماعيل وأمه بمكة وتوجه إلى ربه قائلا: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [1].
وكان نزوله بإسماعيل وأمه إلى مكة وتركهما فيها بأمر ربه، روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أول ما اتخذ النساء المنطق[2] من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفى أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعهما عند البيت عند درجة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها مار، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء، ثم قضى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذا [1] الآية 37 من سورة إبراهيم. [2] المنطق: بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء. وجمعه نُطق: بضم النون والطاء وهو ما يشد به الوسط. انظر فتح الباري 6/400، والقاموس المحيط 3/295.