فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [1].
وبهذه النهاية والأليمة تنتهي حياة أكبر طاغوت نشأ على الأرض، وهي نهاية كل طغاة أعداء الرسل ودعوتهم إلى توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له، ثم يوم القيامة يكون حال فرعون كما أخبر الله تعالى: {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ} [2].
فنهاية أليمة في الدنيا وخزي عظيم يوم القيامة، نعوذ بالله من ذلك.
الموقف الثامن: بنوا إسرائيل بعد خروجهم من البحر:
بعد خروج بني إسرائيل من البحر ونجاتهم من فرعون وجنوده، وهلاك فرعون ومن معه بالغرق، وقد رأى بنو إسرائيل من آيات الله تبارك وتعالى ما يكفي لترسيخ الإيمان وعقيدة التوحيد في قلوبهم، وما بذله موسى عليه السلام من أجل ذلك، مع هذا كله ما أن تجاوزوا البحر، ورأوا قوماً لهم أصنام يعبدونها، يزعمون أنها تنفع وتضر حتى طلبوا من [1] الآيات من (52 – 68) من سورة الشعراء. [2] الآيتان (98 – 99) من سورة هود.