ملكهم الذي هو أغلى ما يحرصون عليه، ويبين لهم أنه يدعوهم إلى النجاة والسعادة، بينما هم يدعونه إلى الشرك والكفر والهلاك، ويذكرهم بمن سبقهم من الأمم وكيف كان مصيرها[1]. قال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [2] إلى آخر الآيات.
الموقف السابع: نهاية فرعون وقومه
اشتد أذى فرعون وقومه لموسى ومن معه، وكان موسى يقابل ذلك بالصبر، ويوصي أتباعه بذلك، وبالتوكل على الله وحده، وأمرهم بوحي من الله تعالى أن يجعلوا بيوتهم قبلة، لتكون معروفة بينهم، وليتمكنوا من الصلاة فيها إذا اشتد عليهم الأذى.
ثم أمره ربه تعالى بأن يسير ببني إسرائيل، فاشتد غيظ فرعون فتبعهم بقومه، فأدركهم قرب ساحل البحر، وكاد أتباع موسى عليه السلام أن ييأسوا حين رأوا البحر أمامهم والجبال تحيط بهم وفرعون وقومه يطلبونهم، وقالوا لموسى: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} ولكن موسى ذكرهم بالتوكل على [1] انظر: البداية والنهاية 1/ 243 – 247. [2] الآية (28) سورة غافر، والآيات إلى آية (46) في شأن مؤمن آل فرعون.