فوجود هَذِه العلاقات والوظائف للذرة يدل بداهة لِذَوي البصائر على أَن الذّرة إِنَّمَا هِيَ أثر من صنع الْقَدِير الْمُطلق وَهِي مأمورة موظفة تَحت تصرفه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى النافذة الثَّانِيَة
إِن كل ذرة من ذرات الْهَوَاء تَسْتَطِيع أَن تزور أَيَّة زهرَة أَو ثَمَرَة كَانَت وتتمكن من الدُّخُول وَالْعَمَل فِيهَا فَلَو لم تكن الذّرة مأمورة مسخرة من لدن الْقَدِير الْمُطلق الْبَصِير بِكُل شَيْء للَزِمَ أَن تكون تِلْكَ الذّرة التائهة عَالِمَة بِجَمِيعِ أجهزة الأثمار والأزهار وبكيفيات بنائها ومدركة بصنعتها الدقيقة المتباينة ونسج وتفصيل مَا قد عَلَيْهَا من صور وأشكال ومتقنة بصناعة نسيجها إتقانا تَاما
وَهَكَذَا تشع هَذِه الذّرة شعاعا من شعاعات نور التَّوْحِيد كَالشَّمْسِ وَاضِحَة وَقس الضَّوْء على الْهَوَاء وَالْمَاء على التُّرَاب وَقس مَا فِي الْعُلُوم الْحَاضِرَة من مولد المَاء ومولد الحموضة الأوكسجين والهيدروجين والآزوت والكاربون على تِلْكَ العناصر الْمَذْكُورَة