اسم الکتاب : حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 88
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
والثالث: الخشوع وهو التذلل والتطامن، وهو بمعنى الخضوع إلا أن الخضوع يغلب أن يكون في البدن، والخشوع في القلب أو البصر أو الصوت. قال تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [1]، وقال تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ} [2]، وقال تعالى: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} [3]، وقال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [4].
والدليل على أن هذه الثلاثة عبادات: أن الله جل وعلا أثنى على الأنبياء الذين تقدم ذكرهم في هذه السورة –سورة الأنبياء- أو على زكريا عليه الصلاة والسلام وأهل بيته فقال عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} ، يعني: يبادرون في الطاعات، ويسارعون في الخيرات، ويسابقون إلى نيل القربات، وهذا يدل على أن المسلم ينبغي له المبادرة بطاعة الله جل وعلا، كما قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ... } [5].
وقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً} الرغب والرهب مصدران لرغب يرغب رغباً، ورغبة بمعنى: الضراعة والمسألة، ورهب يرهب رهباً، ورهبة، أي: خاف. والمعنى: يدعوننا رغباً في رحمتنا ورهباً من عقوبتنا {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ، [1] سورة المؤمنون، الآية: 2. [2] سورة طه، الآية: 108. [3] سورة المعارج، الآية: 44. [4] سورة الحديد، الآية: 16. [5] سورة آل عمران، الآية: 133.
اسم الکتاب : حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 88