اسم الکتاب : حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 108
فَدَلِيلُ الشَّهَادَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "فَدَلِيلُ الشَّهَادَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} 1" بدأ المصنف رحمه الله بذكر الأدلة على الأركان. والآية التي ساقها دليلاً على الشهادة آية عظيمة دلت على أعظم شهادة من أجل شاهد لأعظم مشهود به، فأعظم شهادة هي شهادة التوحيد من أجل شاهد وهو {اللَّهُ} سبحانه وتعالى ثم {والْمَلائِكَةُ} على أعظم مشهود به وهو أنه لا إله إلا الله، ومعنى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ} ، أي: حكم وأعلم وأخبر؛ لأن الشهادة تأتي بهذه المعاني: وقوله: {وَأُولُو الْعِلْمِ} ، المراد بالعلم هنا: العلم الشرعي الذي هو نور القلوب وحياتها. والمراد بأولي العلم: الأنبياء والعلماء. وفي قوله تعالى: {وَأُولُو الْعِلْمِ} دليل واضح على فضل العلم وأهله؛ لأن الله جل وعلا خصهم بالذكر من دون البشر ولو كان أحد يقاربهم في هذا لذكر معهم، بل لو كان أحد أفضل منهم لذكر. والله جل وعلا خصهم بالذكر وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة الملائكة، فيصلح أن تكون الآية من الأدلة على فضل العلم من وجهين:
الوجه الأول: أن الله تعالى خصهم بالذكر دون سائر البشر؛ لأن الله لم يذكر من البشر أحداً إلا أولي العلم، فإنه سبحانه ذكر نفسه المقدسة {شَهِدَ اللَّهُ} ، وذكر الملائكة وهم ليسوا من البشر، ولم يذكر من البشر
1 سورة أل عمران، الآية 18.
اسم الکتاب : حصول المأمول بشرح ثلاثة الأصول المؤلف : الفوزان، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 108