responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 91
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث إليها خالدا فقطع الشجرة وهدم البيت، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ارجع فإنك لم تصنع شيئا"، فلما رجع وجد امرأة عريانة ناشرة شعرها، تحفن التراب على وجهها فقتلها، فقال صلى الله عليه وسلم: "تلك العزى". وأما مناة فكانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة. قال الشيخ: ((كانت لأهل المدينة، ومن قال: إنها لغطفان؛ فلأنها كانت تعبدها، وهي في جهتها)) اهـ.
وكانت خزاعة والأوس والخزرج يعظمونها، ويهلون منها للحج، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا فهدمها يوم الفتح. ومناسبة الآية للترجمة أن عبادة المشركين لها إنما كانت بالتفات القلوب رغبة إليها في حصول ما يرجونه ببركتها، من نفع أو دفع ضر، فصارت أوثانا تعبد من دون الله، فالتبرك بقبور الصالحين كاللات، وبالأشجار والأحجار كالعزى ومناة، من جنس فعل أولئك المشركين مع تلك الأوثان، فمن فعل مثل ذلك فقد ضاهى عباد هذه الأوثان فيما كانوا يفعلونه معها من هذا الشرك، مع أن الواقع من هؤلاء المشركين مع معبوديهم أعظم مما وقع من أولئك، قال تعالى: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى} [1]. أي كيف تجعلون هذه الإناث أندادا لله وتسمونها آلهة، وذلك أنهم اشتقوا اسم اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. وقيل: أتجعلون لكم ما تحبون وهم الذكور، وتجعلون لله الإناث؟ وهذا من قولهم: الملائكة بنات الله: {تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى} [2]. أي جور وباطل {إِنْ هِيَ} يعني ألوهية هذه الأوثان: {إِلاَّ أَسْمَاءٌ} أي مجرد تسمية: {سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ} [3] من تلقاء أنفسكم: {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ} [4] أي من حجة وبرهان، وتسمية الحجة سلطانا لما فيها من السلطة على القلوب والعقول، بالمصير لقبول المدلول: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ} [5] أي ليس لهم مستند إلا حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا المسلك الباطل قبلهم: {وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ} [6] فنهاية برهانهم مبني على أمرين: فساد العلم، وفساد الإرادة. وكل فساد في الوجود من الشرك فما دونه دائر على فساد العلم وفساد الإرادة أو هما جميعا، كما أنه لا استقامة إلا لمن عنده علم =

[1] سورة النجم آية: 21.
[2] سورة النجم آية: 22.
[3] سورة الأعراف آية: 71.
[4] سورة يوسف آية: 40.
[5] سورة الأنعام آية: 116.
[6] سورة النجم آية: 23.
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست