responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 263
فمن رضي فله الرضي [1] ، ومن سخط فله السخط "[1]. حسنه الترمذي [2] .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " [2]. وهذا ونحوه من أدلة التوحيد، فإذا عرف العبد أن الأنبياء والأولياء يصيبهم البلاء في نفوسهم، الذي هو في الحقيقة رحمة، ولا يدفعه عنهم إلا الله، عرف أنهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا دفعا، فلأن لا يكون لغيرهم أولى وأحرى، وفي أثر إلهي: "أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعائب".
(1) أي من رضي بما قضاه الله وقدره عليه من الابتلاء، فله الرضى من الله جزاء وفاقا، والرضى قد وصف الله به نفسه في مواضع من كتابه، ومذهب السلف إثبات الصفات التي وصف الله بها نفسه، ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلاله وعظمته، فإذا رضي الله عنه حصل له كل خير، وسلم من كل شر، والرضى هو أن يسلم العبد أمره إلى الله، ويحسن الظن به، ويرغب في ثوابه.
(2) سخط بكسر الخاء وهو الكراهية للشيء، وعدم الرضى به، أي من سخط على الله فيما دبره، فله السخط من الله، وكفى بذلك عقوبة. وعن محمود ابن لبيد مرفوعا: " إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع " [3]. وقال المنذري: رواته ثقات. وقد يستدل به على وجوب الرضى، واختار الشيخ وغيره عدم الوجوب، وقال: لم يجئ الأمر به كما جاء الأمر بالصبر، وإنما جاء الثناء على أصحابه، وأعلى من الرضى أن يشكر الله على المصيبة، لما يرى من إنعام الله عليه بها.

[1] الترمذي: الزهد (2396) .
[2] الترمذي: الزهد (2398) , وابن ماجه: الفتن (4023) , وأحمد (1/173 ,1/180 ,1/185) , والدارمي: الرقاق (2783) .
[3] أحمد (5/427) .
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست