responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 235
الآية. {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [1] إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ} [1] .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= صدق نوء كذا وكذا "[2]. قال: فنزلت هذه الآية، وفي رواية أخرى: " ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم كافرين " [3].
(1) هذا قسم من الله سبحانه، يقسم بما شاء من خلقه على ما شاء، والأكثرون أن المراد نجوم السماء، ومواقعها مغاربها ومطالعها، وجوابه: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} [4] فتقديره: ليس الأمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر وكهانة، بل هو قرآن كريم، وقال ابن عباس: يعني نجوم القرآن، نزل جملة ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم نزل مفرقا في السنين بعدد مواقعها، أي وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم عظيم، لو تعلمون عظمته لعظمتم المقسم به عليه،: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} أي إنه وحي الله وتنزيله وكلامه، لا كما يقوله الكفار: إنه سحر أوكهانة أو شعر، بل هو قرآن كريم، أي عظيم كثير الخير؛ لأنه كلام الله: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} [5] معظم محفوظ موقر. قيل: هو اللوح المحفوظ، وصحح ابن القيم أنه الكتاب الذي بأيدي الملائكة، وهو المذكور في قوله: {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [6]. ويدل عليه قوله: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} [7] يعني الملائكة، وقال جماعة: {لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ} من الجنابة والحدث. والمراد بالقرآن ههنا المصحف؛ لما رواه مالك وغيره أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم " أن لا يمس القرآن إلا طاهر " [8]. وقوله: {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [9] أي هذا القرآن منزل من رب العالمين، لا كما يقولون: إنه سحر وكهانة وشعر، أو مخلوق، بل هو الحق الذي لا مرية فيه، منزل من رب العالمين: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ} [10] على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بإجماع المسلمين: {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ} الذي ذكرت نعوته الموجبة لإعظامه: {أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ} متهاونون به. وعن ابن عباس وغيره مكذبون. وقوله: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} أي شكركم التكذيب، وأكثر الروايات أنها نزلت في القائلين بنوء كذا وكذا من غير تعرض لما تقدم.

[1] سورة الواقعة آية: 75.
[2] مسلم: الإيمان (73) .
[3] مسلم: الإيمان (72) , والنسائي: الاستسقاء (1524) , وأحمد (2/362 ,2/368 ,2/421 ,2/525) .
[4] سورة الواقعة آية: 77.
[5] سورة الواقعة آية: 78.
[6] سورة عبس آية: 13-16.
[7] سورة الواقعة آية: 79.
[8] مالك: النداء للصلاة (468) .
[9] سورة الواقعة آية: 80.
[10] سورة الشعراء آية: 193.
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست