responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 200
ولهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من البيان لسحرا " [1] [1] .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
= وفي الحديث: "ففشت القالة بين الناس". قال يحيى بن أبي كثير: " يفسد النمام والكذاب في ساعة، ما لا يفسد الساحر في سنة ". وقال أبو الخطاب: ((ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس)) .
قال في الفروع: ووجهه أنه يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة، أشبه السحر، وهذا يعرف بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله الساحر أو أكثر، فيعطى حكمه تسوية بين المتماثلين أو المتقاربين، لكن يقال: الساحر إنما يكفر لوصف السحر، وهو أمر خاص، ودليله خاص وهذا ليس بساحر، وإنما يؤثر عمله ما يؤثره السحر، فيعطى حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة; وبه يظهر مطابقة الحديث للترجمة؛ إذ هو من أنواع السحر لما فيه من القطيعة; بل قد يكون تارة أعظم لما ينشأ من فساده. وعلى كل من حملت إليه أن لا يصدقه؛ لأنه فاسق وأن ينهاه ويبغضه، ولا يظن بأخيه السوء، ولا يحمله ما نقل فيه على التجسس والبحث، ولا يرضى لنفسه ما نهي النمام عنه، فيقول: حكى فلان كذا إلا لمصلحة. واتفقوا على تحريم الغيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة، وفيه دليل على أنها من الكبائر.
(1) وأورد البخاري وغيره سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، أنه " قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحرا " [2]. أو " إن بعض البيان لسحر ". يعني إن بعض البيان يعمل عمل السحر، ومعنى السحر إظهار الباطل في صورة الحق، والبيان البلاغة والفصاحة، وإنما شبهه بالسحر لحدة عمله في سامعه، وسرعة قبول القلب، وتقدم أن هذا من التشبيه البليغ؛ لكون ذلك يعمل عمل السحر، فيجعل الحق في قالب الباطل، =

[1] البخاري: النكاح (5146) , والترمذي: البر والصلة (2028) , وأبو داود: الأدب (5007) , وأحمد (2/16 ,2/59 ,2/62 ,2/94) , ومالك: الجامع (1850) .
[2] البخاري: الطب (5767) , والترمذي: البر والصلة (2028) , وأبو داود: الأدب (5007) , وأحمد (2/16 ,2/62) , ومالك: الجامع (1850) .
اسم الکتاب : حاشية كتاب التوحيد المؤلف : عبد الرحمن بن قاسم    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست