responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف المؤلف : عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم الطويان    الجزء : 1  صفحة : 103
وقوله: {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً} [1]. وإن زعم بعض العلماء[2] أن هذا استفهام إنكار، لأن استقراء القرآن دل على أن الاستفهام المتعلق بالربوبية استفهام تقرير وليس استفهام إنكار؛ لأنهم لاينكرون الربوبية كما رأيت كثرة الآيات الدالة عليه" [3].
ولاشك أن القوم لم يعرف عنهم إنكارهم للربوبية، وإنما كان انحرافهم في جانب الألوهية؛ وهو الانحراف الذي بعثت الرسل جميعها لتقويمه.
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: "والإلهية التي دعت الرسل أممهم إلى توحيد الرب بها هي العبادة، ومن لوازمها توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون، فاحتجّ الله عليهم به؛ فإنه يلزم من الإقرار به الإقرار بتوحيد الإلهية"[4].
وقال ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله- عن توحيد الربوبية: "وهذا التوحيد لم يذهب إلى نقيضة طائفة معروفة من بني آدم، بل القلوب مفطورة على الإقرار به أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره من الموجودات؛ كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْض} [5] [6].
فلذلك لم يطل الشيخ -رحمه الله- الكلام على توحيد الربوبية بل نراه[7]استدل بدلائل توحيد الربوبية؛ والتي هي الآيات الكونية على وحدانية الله واستحقاقه للعبادة.

[1] سورة الأنعام، الآية [164] .
[2] انظر: فتح القدير 2/186. وتفسير المنار 8/245.
[3] أضواء البيان 3/414.
[4] إغاثة اللهفان 2/135.
[5] سورة إبراهيم، الآية [10] .
[6] شرح العقيدة الطحاوية ص77.
[7] كما سيأتي في الفصل الثاني: (في المطلب الثاني من المبحث الثاني) .
اسم الکتاب : جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف المؤلف : عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم الطويان    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست