اسم الکتاب : جلاء العينين في محاكمة الأحمدين المؤلف : ابن الآلوسي الجزء : 1 صفحة : 536
[الأعراف 188] فمن لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ماشاء الله يمتنع أن يملك ذلك لغيره. فإذا جوز هذا أن يطلب من المخلوق ما يطلب من الخالق سبحانه جاز أن يدعى أن الملائكة والأنبياء، والذين كانوا يدعونهم لم يطلبوا منهم ذلك إلا على أنهم وسيلة، لم يطلبوه لآعتقادهم أن ثم خالقاُ غير الله، فإن المشركين عباد الأصنام كانوا مقرين بأن الله هو الذى خلق السماوات والأرض كما أخبر عنهم بذلك في غير آية، كقوله سبحانه: {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} [الزمر 38] .
وقوله تعالى: {قل لمن الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون ذرة في السماوات ولا في الأرض، وما لهم فيها من شرك، وما له منهم من ظهير، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأ 23] .
فبين سبحانه أن المدعو من دونه ليس له في ملك السماوات والأرض مثقال ذرة، ولا هو شريك في الملك، وأنه ليس ظهيراً لله، فإن الله سبحانه ليس له ظهير، ولا يحتاج إلى معين، أو مشير أو وزير أو غير ذلك، بل هو تعالى وحده خلق السماوات والأرض وما بينهما، لا يشركه في ذلك أحد، ولا يحتاج في شئ من ذلك إلى غيره، وما خلقه بأسباب فهو خلق الأسباب، والجميع فقراء إليه، وهو غني عن الجميع، ولهذا قال سبحانه: {أليس الله بكاف عبده} [الزمر 36] .
فهو سبحانه يكفى عبده، ولا يحتاج العبد في كفاية الله تعالى إلى غيره. ثم قال: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأ 23] .
كما قال سبحانه: {من ذا الذى يشفع عنده إلا بأذنه} [البقرة 255] .
اسم الکتاب : جلاء العينين في محاكمة الأحمدين المؤلف : ابن الآلوسي الجزء : 1 صفحة : 536