اسم الکتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 76
أحسن ما قيل في تفسير هذه الآية، لكنه ينبه بالأدنى على الأعلى.
وقوله: لئلا يستوحش. تنبيه على بعض معنى الآية، وهو المنفرد وحده في الخير. وقد روى يابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتا} [1]، كان على الإسلام ولم يكن في زمانه من قومه أحد على الإسلام غيره، فلذلك قال الله: {كَانَ أُمَّةً قَانِتا} [2]، ولا تنافي بينه وبين كلام ابن مسعود المتقدم.
قوله: وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} [3]، مناسبة الآية للترجمة من جهة أن الله تعالى وصف المؤمنين السابقين إلى الجنات بصفات، أعظمها الثناء عليهم بأنهم {بربهم لا يشركون} ، أي: شيئا من الشرك في وقت من الأوقات فإن الإيمان النافع مطلقًا لا يوجد إلا بترك الشرك مطلقًا. ولما كان المؤمن قد يعرض له ما يقدح في إيمانه من شرك جلي أو خفي، نفى عنهم ذلك، ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيد النهاية، وفاز بأعظم التجارة، ودخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.
قال ابن كثير: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} [4]، أي: لا يعبدون معه غيره، بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله أحد صمد، لم يتخذ {صاحبة ولا ولدًا} وأنه لا نظير له.
[صفات المتوكلين الذين يدخلون الجنة بغير حساب]
قال عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا. ثم، قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لدغت قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. قال: وما حدثكم الشعبي؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: " لا رقية إلا من عين أو حمة "[5].فقال: قد أحسن من انتهى إِلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل [1] سورة النحل آية: 120. [2] سورة النحل آية: 120. [3] سورة المؤمنون آية: 59. [4] سورة المؤمنون آية: 59. [5] مسلم: الإيمان (220) , وأحمد (1/271) .
اسم الکتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله الجزء : 1 صفحة : 76