responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 441
يحصل إلا بالله كما قال: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ} [1]. أرشد تبارك وتعالى إلى الجمع بينهما. وقال تعالى: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [2]. قال الإمام أحمد: ذكر الله الصبر في تسعين موضعًا وقال النبي صلى الله عليه وسلم "والصبر ضياء" [3]. رواه أحمد ومسلم.
وقال عليه السلام: "ما أُعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر" [4]. رواه البخاري ومسلم. وفي حديث آخر "الصبر نصف الإيمان" [5]. رواه أبو نعيم والبيهقي في الشعب. وقال عمر: "وجدنا خير عيشنا بالصبر". رواه البخاري [معلّقاً قبل: 6470] . وقال علي بن أبي طالب: "ألا إن الصبر من الإيمان بمنْزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس بان الجسد، ثم رفع صوته فقال: ألا لا إيمان لمن لا صبر له". والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة.
واشتقاقه من صبر: إذا حبس ومنع، فالصبر حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي والسخط، والجوارح عن لطم الخدود، وشق الجيوب ونحوهما ذكره ابن القيم.
قال: وقوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [6].
ش: أول الآية: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [7]. أخبر تعالى أن ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في الأنفس إلا بإذن الله، أي: بقدره وأمره كما قال في الآية الأخرى: {إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [8]. "قال ابن عباس في قوله: إلا بإذن الله: إلا بأمر الله". يعني: من قدره ومشيئته ومن يؤمن بالله يهد قلبه، أي: ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء الله وقدره، فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله جازاه الله تعالى بهداية قلبه التي هي أصل كل سعادة وخير في الدنيا والآخرة. وقد يخلف

[1] سورة النحل آية: 127.
[2] سورة الطور آية: 48.
[3] مسلم: الطهارة (223) , والترمذي: الدعوات (3517) , وابن ماجه: الطهارة وسننها (280) , وأحمد (5/342 ,5/343) , والدارمي: الطهارة (653) .
[4] البخاري: الزكاة (1469) , ومسلم: الزكاة (1053) , والترمذي: البر والصلة (2024) , والنسائي: الزكاة (2588) , وأبو داود: الزكاة (1644) , وأحمد (3/12 ,3/47 ,3/93) , ومالك: الجامع (1880) , والدارمي: الزكاة (1646) .
[5] الترمذي: الدعوات (3519) , وأحمد (5/363) .
[6] سورة التغابن آية: 11.
[7] سورة التغابن آية: 11.
[8] سورة الحديد آية: 22.
اسم الکتاب : تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 441
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست