responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم المؤلف : أحمد بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 391
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
... وَيُقَال أَيْضا نفيكم لقبوله ... لَهما يزِيل حَقِيقَة الامكان
بل ذَا كنفي قِيَامه بِالنَّفسِ أَو ... بِالْغَيْر فِي الفطرات والاذهان
فَإِذا الْمُعَطل قَالَ إِن قِيَامه ... بِالنَّفسِ اَوْ بِالْغَيْر ذُو بطلَان
إِذْ لَيْسَ يقبل وَاحِدًا من ذَيْنك ال ... أَمريْن إِلَّا وَهُوَ ذُو إِمْكَان
جسم يقوم بِنَفسِهِ أَيْضا كَذَا ... عرض يقوم بِغَيْرِهِ أَخَوان
فِي حكم إِمْكَان وَلَيْسَ بِوَاجِب ... مَا كَانَ فِيهِ حَقِيقَة الامكان ...

أَي اذا نفيتم قبُوله سُبْحَانَهُ لَان يكون دَاخل الْعَالم أَو خَارجه فَهَذَا كنفي قِيَامه بِالنَّفسِ اَوْ بِالْغَيْر فاذا قَالَ الْمُعَطل إِن قِيَامه بِنَفسِهِ اَوْ بِغَيْرِهِ بَاطِل فعلى هَذَا يَسْتَحِيل وجوده تَعَالَى وتقدس وَمَعْلُوم أَن الْخُلُو عَن النقيضين مُمْتَنع كَمَا أَن الْجمع بَين النقيضين مُمْتَنع لانه قد يُقَال إِن جَمِيع الممتنعات ترجع الى الْجمع بَين النقيضين
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي (الصَّوَاعِق (هَذِه الْحجَّة الْعَقْلِيَّة وَهِي الِاحْتِجَاج بِكَوْن الرب تَعَالَى قَائِما بِنَفسِهِ على كَونه مباينا للْعَالم وَذَلِكَ ملزوم بِكَوْنِهِ فَوْقه عَالِيا عَلَيْهِ بِالذَّاتِ لما كَانَت حجَّة صَحِيحَة لَا يُمكن مدافعتها وَكَانَت مِمَّا نَاظر بهَا الكرامية لأبي اسحق الاسفراييني فر أَبُو اسحاق الى كَون الرب قَائِما بِنَفسِهِ بِالْمَعْنَى الْمَعْقُول وَقَالَ لَا نسلم أَنه قَائِم بِنَفسِهِ إِلَّا بِمَعْنى أَنه غَنِي عَن الْمحل فَجعل قِيَامه بِنَفسِهِ وَصفا عدميا لَا ثبوتيا

اسم الکتاب : توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم المؤلف : أحمد بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست