responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم المؤلف : أحمد بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 309
والاستعلاء والقلقلة والاطباق وَالسِّين حرف مهموس رخو مُسْتَقل صَغِير منفتح فَلَا يُمكن أَن يجمع الى الطَّاء الاحرف (الَّتِي) يقابلها كالسين وَالْهَاء فَذكر الحرفين اللَّذين جمعا صِفَات الْحُرُوف وَتَأمل السُّور الَّتِي اجْتمعت على الْحُرُوف المفردة كَيفَ تَجِد السُّورَة مَبْنِيَّة على كلمة ذَلِك الْحَرْف فَمن ذَلِك (ق) وَالسورَة مَبْنِيَّة على الْكَلِمَات القافية من ذكر الْقُرْآن وَذكر الْخلق وتكرر القَوْل مُرَاجعَته مرَارًا والقرب من ابْن آدم وتلقي الْملكَيْنِ قَول العَبْد وَذكر الرَّقِيب وَذكر السَّائِق والقرين وَذكر الْقبل مرَّتَيْنِ وتشقق الارض وإلقاء الرواسِي فِيهَا وبسوق النّخل والرزق وَذكر الْقَوْم وَحُقُوق الْوَعيد وَلَو لم يكن الا تكْرَار القَوْل والمحاورة وسر آخر وَهُوَ أَن كل مَعَاني هَذِه السُّورَة مُنَاسبَة لما فِي حرف الْقَاف من الشدَّة والجهر والعلو والانفتاح
وَإِذا أردْت زِيَادَة ايضاح فَتَأمل مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ سُورَة (ص) من الْخُصُومَات المتعددة فأولها خُصُومَة الْكفَّار مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَوْلهمْ {أجعَل الْآلهَة إِلَهًا وَاحِدًا} ص 5 الى آخر كَلَامهم ثمَّ اختصام الْخَصْمَيْنِ عِنْد دَاوُد ثمَّ تخاصم أهل النَّار ثمَّ اختصام الملا الاعلى فِي الْعلم وَهُوَ الدَّرَجَات وَالْكَفَّارَات ثمَّ مخاصمة إِبْلِيس واعتراضه على ربه فِي أمره بِالسُّجُود لآدَم ثمَّ خصامه ثَانِيًا فِي شَأْن بنيه وحلفه ليغوينهم أَجْمَعِينَ الا أهل الاخلاص مِنْهُم
فَلْيتَأَمَّل اللبيب الفطن هَل يَلِيق بِهَذِهِ السُّورَة غير (ص) وَسورَة (ق) غير حرفها وَهَذِه قَطْرَة من بعض أسرار هَذِه الْحُرُوف وَالله سُبْحَانَهُ اعْلَم آخر كَلَامه

اسم الکتاب : توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم المؤلف : أحمد بن عيسى    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست