responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير السبتي    الجزء : 1  صفحة : 75
رضى بالنقمة وَلَيْسَت هَذِه أخلاقه وَلَا شيمته بل كَانَ رَأس الْعُقَلَاء وَرَئِيس الْحُكَمَاء ومعلم الْمَلَائِكَة وَلَو حُكيَ هَذَا عَن عَاقل من لفيف النَّاس لاستبعد فِي حَقه فَكيف فِي حق من كَلمه الله بِلَا ترجمان على جِهَة الْإِكْرَام فَلم يبْق إِلَّا أَن النسْيَان الَّذِي أخبر الله عَنهُ وَعدم الْعَزْم إِنَّمَا كَانَ فِي أَمر أكل الشَّجَرَة لَا غير
فَهَذَا هَذَا وَلم يبْق بعد الْخُرُوج عَن هَذِه الإلزامات فِي أَنه أكل مِنْهَا نَاسِيا مطْعن لطاعن وَالله أعلم
ولتعلموا أرشدنا الله وَإِيَّاكُم أَن هَذِه النُّكْتَة الغريبة فِي أَمر النسْيَان الَّذِي خلص هَذِه الْقِصَّة من التخيلات الْفَاسِدَة والآراء المضطربة قد تقدم إِلَيْهَا غير وَاحِد من الْعلمَاء وَذكرهَا لَا سِيمَا مَشَايِخ الصُّوفِيَّة فَإِنَّهُم على هَذِه القولة عولوا لكِنهمْ لم يتخلصوا مِنْهَا كل التَّخَلُّص بل نزهوه عَنْهَا تَنْزِيها جمليا غير مفصل بِمثل هَذَا التَّفْصِيل
وَلَقَد تحيرت فِي إِثْبَات هَذَا التَّخَلُّص على هَذَا الْوَجْه مُنْذُ سِنِين لمعارضة هَذَا النسْيَان بِذكر الْمعْصِيَة والغواية وَالظُّلم حَتَّى تذاكرت يَوْمًا فِيهَا مَعَ الْفَقِيه الْعَالم المتفنن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ أدام الله كرامته فَكَانَ مِنْهُ فِي درج المذكرة مَا يَلِيق بِمثلِهِ من التَّنْبِيه فِيهَا على بعض نكت نادرة مؤيدة بالتوفيق الرباني فثلج بِهِ الصَّدْر إِذْ لَا يَصح سواهَا كَمَا قدمْنَاهُ
وَأَخْبرنِي مَعَ ذَلِك أَنه أتعبه النّظر فِي حل مشكلاتها مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى فتح عَلَيْهِ فشارك بِحَمْد الله وأعان على مَا كَانَ تعذر مِنْهَا بَارك الله لَهُ فِيمَا

اسم الکتاب : تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء المؤلف : ابن خمير السبتي    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست