responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني    الجزء : 1  صفحة : 271
فَإِن قَالُوا يؤمننا من ذَلِك جهل الْخلق بكيفية نظم مثله
قيل لَهُم فلعلهم أَو أَكْثَرهم سيكتسبون الْعلم بذلك ثمَّ يَفْعَلُونَهُ
أَو لَعَلَّه سيتفق لَهُم فعله لِأَن فيهم الْقُدْرَة عَلَيْهِ وَلِأَنَّهُم غير مضطرين إِلَى الْجَهْل بنظمه لَا من فعل الله تَعَالَى وَلَا من فعل غَيره
لِأَن الْجَهْل قَبِيح وَالله تَعَالَى عنْدكُمْ لَا يفعل الْقَبِيح
وَإِذا كَانَ الْجَهْل بِهِ من فعلهم وَفِيهِمْ الْقُدْرَة على اكْتِسَاب الْعلم بِهِ صَحَّ مِنْهُم ترك الْجَهْل وَفعل الْعلم
فَلَا يَجدونَ لذَلِك مدفعا وَفِيه ترك الْإِسْلَام والطعن على الرسَالَة
دَلِيل آخر قَوْله عز وَجل {أَلا لَهُ الْخلق وَالْأَمر تبَارك الله}
ففصل بَين الْخلق وَالْأَمر
فَلَو كَانَ الْقُرْآن مخلوقا لَكَانَ خلقا لِأَن الْخلق هُوَ الْمَخْلُوق فَيصير الْكَلَام فِي تَقْدِير القَوْل أَلا لَهُ الْخلق والخلق
وَذَلِكَ عي من الْكَلَام مستهجن مستغث وَالله يتعالى عَن التَّكَلُّم والإخبار بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ
فَدلَّ ذَلِك على أَن الْأَمر لَيْسَ بِخلق
فصل

فَإِن قَالُوا فَمَا وَجه الِاسْتِدْلَال على نفي خلق الْقُرْآن بِمَا قدمتموه من قَوْله إِنَّمَا قَوْلنَا لشَيْء إِذا أردناه أَن نقُول لَهُ كن فَيكون
قيل لَهُم وَجه التَّعَلُّق بِهِ هُوَ أَنه أخبر تَعَالَى أَنه يَقُول لما يخلقه كن
فَلَو كَانَ كَلَامه مخلوقا لَكَانَ قَائِلا لَهُ كن وَذَلِكَ محَال بِاتِّفَاق الْأمة
فَبَطل أَن يكون قَوْله كن مخلوقا
فَإِن قَالُوا من أَيْن اسْتَحَالَ أَن يكون قَائِلا لقَوْله

اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست