اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 254
فَيكون صفة للواصف لقِيَامه بِهِ وإيجابه حكما لَهُ وَهُوَ كَونه قَائِلا ومخبرا بِهِ
وَيكون وَصفا لعَمْرو لكَونه خَبرا عَن وجود صفته بِهِ وَأَنه على مَا هُوَ عَلَيْهِ
وَحمل هَذَا القَوْل على هَذَا التَّأْوِيل أولى فَسقط تعلقهم بِهَذَا دَلِيل لَهُم آخر
فَإِن قَالُوا الدَّلِيل على أَن الْمعَانِي الْمَوْجُودَة بالذوات من الْعُلُوم وَالْقدر والحركات لَيست بِصِفَات فِي الْحَقِيقَة وَأَن الصّفة هِيَ قَول الواصف إِجْمَاع الْأمة على أَن الله تَعَالَى إِذا قَالَ إِن الْجِسْم عَالم أسود متحرك فقد وَصفه بِهَذَا القَوْل وَإِذا خلق فِيهِ الْعلم وَالْقُدْرَة والسواد وَالْحَرَكَة لم يكن واصفا لَهُ عِنْد أحد من الْأمة
فَيجب أَن تكون الصّفة هِيَ مَا يكون الواصف بهَا واصفا دون مَا لَا يكون بِهِ كَذَلِك
يُقَال لَهُم لم قُلْتُمْ إِن الِاشْتِقَاق الْوَاجِب من خلق الصّفة واصف وَمَا دليلكم على ذَلِك وَمَا أنكرتم من أَن لَا يَصح من فعل الصّفة اشتقاق على وَجه لَا واصف وَلَا وصف وَلَا مَوْصُوف وَلَا غير ذَلِك وَأَن يكون قَوْلنَا واصف مشتقا من الْوَصْف دون الصّفة لأَنهم يَقُولُونَ وصف فَهُوَ واصف وَلَا يَقُولُونَ فعل الصّفة فَهُوَ واصف
وَفعل لَا يَجِيء مِنْهُ أَكثر من فَاعل
وَهَذَا يبطل مَا قَالُوهُ
ثمَّ يُقَال لَهُم مَا أنكرتم من أَن لَا يجب مَا قلتموه من وَجه آخر وَهُوَ أَنه قد صَحَّ وَثَبت من قَوْلنَا وقولكم أَنه لَيْسَ الْوَاجِب أَن يشتق لله تَعَالَى
اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني الجزء : 1 صفحة : 254