responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني    الجزء : 1  صفحة : 141
ويسيء الثَّنَاء عَلَيْهِ وَخَافَ نزُول الْقَتْل بِهِ إِن لم يفعل كلمة الْكفْر وَشتم رب الْعَالمين ورجاء الْبَقَاء والحياة إِن فعله مَا الَّذِي يجب عَلَيْهِ فَإِن قَالُوا يجب عَلَيْهِ فعل شتم رب الْعَالمين وَسُوء الثَّنَاء عَلَيْهِ يُقَال لَهُم فقد صَار الْمَحْظُور فِي الْعقل مُبَاحا وَكَذَلِكَ إِن قَالُوا يلْزمه أَلا يكفر وَإِن أدّى ذَلِك إِلَى تلف نَفسه قيل لَهُم فقد صَار قتل نَفسه وإلقاؤها فِي التَّهْلُكَة مُبَاحا بعد أَن كَانَ مَحْظُورًا وَهَذَا مَا كرهتم الْمصير إِلَيْهِ
وَيُقَال لَهُم إِن قَالُوا فعل كلمة الْكفْر أولى فَمَا أنكرتم أَن يكون الْكَفّ عَن ذَلِك مَعَ الْقَتْل أولى لِأَنَّهُ يكف عَن شتم ربه وَلَيْسَ هُوَ الْقَاتِل لنَفسِهِ
فَإِن قَالُوا فالكف عَمَّا قُلْتُمْ أولى قيل لَهُم مَا أنكرتم أَن يكون إِظْهَار كلمة الْكفْر أولى إِذا لم يشْرَح بالْكفْر صَدرا لحفظ نَفسه وَعلمه بِأَن الله سُبْحَانَهُ عَالم باعتقاده وَأَنه مخلص فِي وحدانيته وَأَنه لَا يستضر سُبْحَانَهُ بِإِظْهَار مَا يظهره وَأَنه هُوَ يستضر بترك إِظْهَاره ويطرق إِلَى قتل نَفسه وتعدي الْحق فِي إِتْلَاف ملك ربه وَفعل الْمَحْظُور عَلَيْهِ فعله وَلَا جَوَاب لَهُم عَن ذَلِك
فَإِن هم قَالُوا إِن إِلْقَاء النَّفس فِي التَّهْلُكَة مَحْظُور فِي الْعقل إِذا لم يؤد إِلَى الْكفْر بصانعها وَجحد نعمه وَإِن أدّى إِلَى ذَلِك كَانَ مُبَاحا أَو قَالُوا إِن الْكفْر بالصانع مَحْظُور فِي الْعقل إِذا لم يؤد إِلَى تلف النَّفس فَإِن أدّى إِلَيْهِ كَانَ مُبَاحا من غير أَن يَنْقَلِب الْمُبَاح فِي الْعقل مَحْظُورًا قيل لَهُم وَكَذَلِكَ إِتْلَاف الْحَيَوَان وإيلامه

اسم الکتاب : تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل المؤلف : الباقلاني    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست