اسم الکتاب : تفسير أسماء الله الحسنى المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 221
قلوبهم لمعرفته، ومحبته، والإنابة إليه، وفتح لعباده أبواب الرحمة والأرزاق المتنوعة، وسبب لهم الأسباب التي ينالون بها خير الدنيا والآخرة[1].
وفتحه تعالى قسمان:
أحدهما: فتحه بحكمه الديني، وحكمه الجزائي.
والثاني: الفتاح بحكمه القدري.
ففتحه بحكمه الديني هو شرعه على الّسنة رسله جميع ما يحتاجه المكلفون، ويستقيمون به على الصراط المستقيم، وأما فتحه بجزائه فهو فتحه بين أنبيائه ومخالفيهم وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء واتباعهم ونجاتهم، وبإهانة أعدائهم وعقوباتهم، وكذلك فتحه يوم القيامة، وحكمه بين الخلائق حين يوفى كل عامل ما عمله. وأما فتحه القدري فهو ما يقدره على عباده من خير، وشر، ونفع، وضر، وعطاء، ومنع، قال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [2].
فالرب تعالى هو الفتاح العليم الذي يفتح لعباده الطائعين خزائن جوده وكرمه، ويفنح على أعدائه ضد ذلك، وذلك بفضله وعدله[3].
الفعال لما يريد، القابض، القريب، القدوس، القدير، القهار
64 - الفعال لما يريد4:
قال رحمه الله تعالى: "الفعال لما يريد هذا من كمال قوته، ونفوذ مشيئته، [1] التفسير (5/ 626). [2] فاطر (2). [3] الحق الواضح المبين (ص84).
4 لم أقف على دليل يدل على اسمية لله تعالى، وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (ص644): "ولا يصح تسمية الله تعالى بالفعال والفالق والمخرج ... مع أنها لم ترد في شيء من الأحاديث"أ. هـ.
اسم الکتاب : تفسير أسماء الله الحسنى المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 221