اسم الکتاب : تفسير أسماء الله الحسنى المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 174
وهذه الرحمة الخاصة التي يطلبها الأنبياء وأتباعهم، تقتضي التوفيق للإيمان والعلم والعمل وصلاح الأحوال كلها، والسعادة الأبدية، والفلاح، والنجاح، وهي المقصود الأعظم لخواص الخلق[1].
البصير، التواب
12 - البصير2:
قال المؤلف رحمه الله:
"البصير الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات، حتى أخفى ما يكون فيها فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وجميع أعضائها الباطنة، والظاهرة، وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار، وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها، وصغرها، ودقتها، ويرى نياط[3] عروق النملة، والنحلة، والبعوضة، وأصغر من ذلك، فسبحان من تحدث العقول في عظمته، وسعة متعلقات صفاته، وكمال عظمته، ولطفه، وخبره بالغيب، والشهادة والحاضر، والغائب، ويرى خيانات الأعين، وتقلبات الأجفان، وحركات الجنان، قال تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [4] {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [5] {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [6] أي مطلع، ومحيط علمه، وبصره، وسمعه بجميع الكائنات[7]. [1] الحق الواضح المبين (ص82 و 83) والتفسير (5/ 621).
2 ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الإسراء: 1). [3] النياط: أي العرق المستبطن. انظر: القاموس المحيط (ص892). [4] الشعراء (218 - 220). [5] غافر (19). [6] البروج (9). [7] الحق الواضح المبين (ص35 و36).
اسم الکتاب : تفسير أسماء الله الحسنى المؤلف : السعدي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 174