اسم الکتاب : تعليقات على شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الراجحي، عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 40
ثانيا: الإيمان بما جاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما أراده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غير زيادة ولا نقص ولا تحريف، وفي هذا الكلام رد على أهل التأويل وأهل التمثيل؛ لأن كل واحد منهم لم يؤمن بما جاء عن الله ورسوله على مراد الله ورسوله، فإن أهل التأويل نقصوا وأهل التمثيل زادوا.
وعلى هذا درج السلف وأئمة الخلف -رضي الله عنهم- كلهم متفقون على الإقرار والإمرار والإثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تعرض لتأويله، وقد أمرنا باقتفاء آثارهم والاهتداء بمنارهم، وحذرنا المحدثات، وأخبرنا أنها من الضلالات، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ".
هذه طريقة السلف الإقرار والإمرار لما جاء في نصوص الكتاب، وعدم التعرض لنصوص الصفات بالتحريف أو التأويل، تمر كما جاءت يثبت اللفظ والمعنى، أما الكيفية فيفوض أمرها إلى الله - عز وجل - يفوض علمها إلى الله - عز وجل - نثبت الاستواء، نثبت العلم، نثبت القدرة، نثبت السمع، نثبت البصر، نثبت لفظها ومعناها، نعرف أن السمع ضد الصمم والبصر ضد العمى والعلم ضد الجهل المعنى معروف كما قال الإمام مالك: الاستواء معلوم، الاستواء معناه: الاستقرار والعلو والارتفاع معلوم معناه, معنى الصفات معلومة؛ لأنها باللغة العربية، والله أمرنا أن نتدبرها: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) } [1] ولم يقل إلا آيات الصفات فلا تتدبروها، كل يتدبر المعاني معروفة لكن الكيفية -كيفية اتصاف الله لهذه الصفات- هي المجهولة لنا. [1] - سورة القمر آية: 17.
اسم الکتاب : تعليقات على شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الراجحي، عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 40