اسم الکتاب : تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ويليه شرح الصدور في تحريم رفع القبور المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 72
والقصَّة في فتح الباري وغيره من كتب الحديث والسير[1].
وقد وقع إجماعُ الأمَّة على أنَّ مَن أنكر البعثَ كَفَر وقُتِل، ولو قال لا إله إلاَّ الله، فكيف بمن يجعل لله ندًّا؟!
فإن قلتَ: قد أنكر صلى الله عليه وسلم على أسامة قتلَه لِمَن قال (لا إله إلاَّ الله) ، كما هو معروف في كتب الحديث والسير.
قلتُ: لا شكَّ أنَّ مَن قال: (لا إله إلاَّ الله) من الكفار حَقَنَ دمَه ومالَه حتى يتبيَّن منه ما يُخالف ما قاله، ولذا أنزل الله في قصَّة محلم بن جثامة [4: 94] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} الآية[2]، فأمرهم الله تعالى بالتثبُّت في شأن مَن قال كلمةَ التوحيد، فإن تبيَّن التزامُه لمعناها كان له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وإن تبيَّن خلافُه لَم يحقن دمه وماله بمجرد التلفظ.
وهكذا كلُّ مَن أظهر التوحيد وجب الكَفُّ عنه إلى أن يتبين منه ما يخالف ذلك، فإذا تبيَّن لَم تنفعه هذه الكلمةُ بمجردها، ولذلك لَم تنفع اليهود ولا نفعت الخوارج مع ما انضمَّ إليها من العبادة التي يحتقر الصحابةُ عبادتَهم إلى جنبها، بل أَمَرَ صلى الله عليه وسلم بقتلهم، وقال: "لئن أدركتُهم لأقتلَنَّهم قتل عاد" [3]، وذلك لَمَّا خالفوا بعضَ الشريعة وكانوا شرَّ [1] قصة تحريق علي السبائيةَ هي في الفتح (12/270) ، ذكرها وقال: "وهذا سند حسن"، وهي في شرح حديث (6922) من صحيح البخاري، والبيتان ذكرهما في الفتح (6/151) في شرح حديث (3017) . [2] القصة في سبب نزول الآية في الصحيحين: البخاري (4591) ومسلم (3025) ، دون تسمية القاتل، وفي مسند الإمام أحمد (23881) وغيره تسمية القاتل محلم بن جثامة، وفي إسنادها القعقاع بن عبد الله، وفيه مقال. [3] رواه البخاري (3344) ومسلم (1064) .
اسم الکتاب : تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد ويليه شرح الصدور في تحريم رفع القبور المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 72