المشي مبتغياً بذلك وجه الله، وكأن ينوي بالزواج إعفاف النفس ونحو ذلك كان ذلك كله عبادات يثاب عليها [1] ، بلا نزاع [2] .
ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سعد:" ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تضعه في في امرأتك "
متفق عليه [3] ، وقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أبي مسعود البدري:" إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبها كانت له صدقة "متفق عليه [4] ، وحديث الثلاثة أصحاب الغار، ففيه أن كلاً منهم توسل إلى الله بصالح عمله، فتوسل أحدهم إلى الله ببره بوالديه ابتغاء وجه الله، وتوسل الثاني إلى الله بإعطائه للأجير أجره بعد تنميته له ابتغاء وجه الله تعالى ... الخ [5] . [1] مجموع فتاوى ابن تيمية 10/171، 172، و18/259، شرح النووي لصحيح مسلم 11/77، 78، مدارج السالكين 1/123- 137، المنثور في القواعد 3/287، شرح الكرماني 1/215، فتح الباري 1/136، طرح التثريب 2/11، عمدة القاري 1/318، الدرر السنية 2/318، 319. [2] المستصفى باب الأمر 2/17، 18، حاشية ابن الشاط على الفروق "الفرق 65". [3] صحيح البخاري كتاب الإيمان (56) ، وصحيح مسلم كتاب الوصيه (1628) . [4] صحيح البخاري (55) ، وصحيح مسلم كتاب الزكاة (1002) . [5] رواه البخاري (2215، 2272) ، ومسلم (2743) من حديث ابن عمر، ولهذا الحديث روايات أخرى عن عدة من الصحابة، وقد خرجتها بتوسع في الرسالة الأولى من مجموعة "قصص وأخبار من صحيح السنه والآثار"، وشرحت رواية النعمان المطوله لهذا الحديث تحت رقم (3) وفيها كثير من الزيادات والفوائد.