القسم الأول: المعاهدون. وهم الذين يسكنون في بلادهم، وبينهم وبين المسلمين عهد وصلح وهدنة، وذلك ككفّار قريش وقت صلح الحديبية"1"، وككفار الدول الكافرة في عصرنا هذا التي بينها وبين الحاكم المسلم الذي يخضع المسلم لسلطانه عهود وسفارات، فيجوز أن يصالح المسلمون الكفار على السلم وترك الحرب إذا كان في ذلك مصلحة للمسلمين، قال الله تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنفال: 61] "2".
القسم الثاني: الذِّمِّيون. وهم الكفار الذين يسكنون بلاد المسلمين وصالحهم المسلمون على أن يدفعوا للمسلمين الجزية"3"
"1" حديث صلح الحديبية رواه البخاري "2698"، ومسلم "1783".
"2" صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري: الجزية والموادعة باب الموادعة والمصالحة 6/275، 276، شرح السنة 11/157 – 167، مراتب الإجماع ص143، 144، بداية المجتهد 1/387، 388، المغني 8/153 – 163، الوجيز 2/203، 204، بدائع الصنائع 7/108 – 110، منهاج الطالبين مع شرحه مغني المحتاج 4/260 – 265، مجموع فتاوى ابن تيمية 29/140 – 142، الشرح الكبير مع الإنصاف 10/373 – 392، مواهب الجليل 3/360، اختلاف الدارين ص131 – 135.
"3" الجزية هي المال الذي يدفعه الكفار الذين يسكنون بلاد المسلمين مقابل حماية المسلمين لهم ولأموالهم وتسييرهم لشؤونهم، وخضوعاً لسلطان المسلمين. ينظر: