وقد استدل العلماء والحكماء من الموحدين على ربوبية الله بآياته الكونية، ولهم في ذلك أقوال كثيرة، وخطب، وأشعار مشهورة، ومن ذلك قول ابن المعتز:
فيا عجبا كيف يُعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
ولله في كل تحريكة ... وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد (1)
وهذا النوع من أنواع التوحيد - وهو توحيد الربوبية - لا يكفي وحده
دخول في الإسلام، فقد كان المشركون مقرين به فلم ينفعهم ذلك، ولم يدخلهم في الإسلام، لأنهم مشركون في توحيد الألوهية، لصرفهم بعض أنواع العبادة كالدعاء والذبح والاستغاثة لمعبوداتهم كالأصنام والملائكة وغيرهم [2] .
قال علامة اليمن الامام المجتهد محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله [3] :
(1) ينظر كتاب التوحيد للحافظ محمد بن إسحاق بن منده 1/97- 308، الاعتقاد والهداية للحافظ البيهقي ص21- 29، تفسير الطبري وابن أبي حاتم وابن كثير - تفسير الآيات (21، 22، 163، 164) من سورة البقرة، ومعارج القبول لحافظ الحكمي 1/100- 112. [2] ينظر مجموع فتاوى ابن تيمية 3/96- 102، ورساله " هدية طيبة " (مطبوعة ضمن مجموعة التوحيد 1/139) ، تيسير العزيز الحميد ص17، 26. [3] ينظر كتابه: تطهير الاعتقاد ص15- 17.