لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم"1".
وأجمع سلف هذه الأمة على أن لله تعالى يدين حقيقيتين لا تماثلان أيدي المخلوقين"2".
"1" صحيح مسلم: الموضع السابق "2788". والأحاديث الدالة على إثبات اليدين لله تعالى غير هذا الحديث كثيرة، منها: حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً: "إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ". رواه مسلم في الإمارة "1827". ومنها حديث أنس في ذكر الشفاعة، وفيه: أن المؤمنين يقولون لآدم: " خلقك الله بيده "رواه البخاري في الموضع السابق "7410"، ومسلم في الإيمان "194". ومنها قول ابن عمر رضي الله عنهما: "خلق الله تعالى أربعة أشياء بيده: العرش، وجنات عدن، والقلم، وآدم، ثم قال لسائر الخلق: " كن فكان ". رواه الدارمي في الرد على المريسي ص393، واللالكائي "730"، والبيهقي "693". وإسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. وله حكم الرفع. وقال الذهبي في العلو: "إسناده جيد". وقال الألباني في مختصره ص105: "سنده صحيح على شرط مسلم".
"2" ولا يصح تحريف معنى اليدين إلى القوة، أو النعمة، أو نحو ذلك كما فعل الأشاعرة، لوجوه منها:
أولاً: أنه صرف للكلام عن حقيقته إلى مجازه بلا دليل.
ثانياً: أنه معنى تأباه اللغة في مثل السياق الذي جاءت به مضافة إلى الله تعالى، فإن الله قال: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ولا يصح أن يكون المعنى لما خلقت بنعمتيَّ، أو قوتيَّ.