وعرش الله تعالى سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، كما ورد في النصوص الشرعية"1".
والكرسي: هو موضع قدمي الرب جل وعلا، كما ثبت عن ابن عباس وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"2".
يقتضي أن يكون استواؤه مثل استواء العبد على الفلك والأنعام، لزمه أن يكون قولهم: "إن الله له علم حقيقة، وبصر حقيقة، وكلام حقيقة"يقتضي أن يكون علمه وسمعه وبصره وكلامه مثل علم المخلوقين وسمعهم وبصرهم وكلامهم. انتهى كلامه رحمه الله.
"1" كما في قوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة:17] . وروى البخاري "2412، 7427" ومسلم "2374" عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "لا تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يُصعقون يوم القيامة، فأكون أول من تنشق عنه الأرض فإذا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش".
وقال الحافظ إسماعيل بن كثير الشافعي في أوائل البداية والنهاية 1/20: "العرش
في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى: {وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ} [النمل: 23] ... فهو أي عرش الرحمن جل وعلا سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات". وينظر مجموع الفتاوى 5/151، 152.
"2" روى وكيع كما في تفسير ابن كثير، ومن طريقه الدارمي في الرد على المريسي ص425، 429، وابن أبي حاتم في تفسيره "2601"، والطبراني في الكبير "12404"، والحاكم 2/282، والبيهقي في الأسماء والصفات "758"،